ظهرت ملامح أزمة حدودية جديدة بين لبنان وسوريا، إثر مصادقة الحكومة السورية على عقد مع شركة روسية للتنقيب عن النفط في البحر الأبيض المتوسط في بلوك بحري يتداخل مع الرقعات البحرية اللبنانية للتنقيب عن الطاقة في شمال لبنان.
وصادقت الحكومة السورية في 18 آذار الماضي، على عقد مع شركة روسية للتنقيب عن النفط والغاز شرق المتوسط، وتحديدا قبالة ساحل طرطوس، عند الحدود البحرية اللبنانية – السورية، غير المرسَّمة حتى اليوم، بل المختلف عليها بين البلدين.
وأرفِق العقد الذي وقّع بين وزارة النفط السورية والشركة الروسية “كابيتال” بخرائط اعتمدتها سوريا لتقسيم بلوكاتها والتي أظهرت ان البلوك الرقم واحد مُتداخل بشكل كبير مع البلوكين 1 و2 ضمن المياه اللبنانية، وتراوح مساحة هذه الرقعة المائية ما بين 700 كلم2 و 1000 كلم2 تقريبا داخل المياه اللبنانية.
وقالت الباحثة اللبنانية الخبيرة النفطية لوري هايتايان في تصريحات صحفية إن النزاع يتراوح بين 750 وألف كيلومتر مربع، وهي مساحة يحسمها احتساب تأثير الجزر البحرية، لافتة إلى أن السلطات اللبنانية لم تقم بأي تحرك منذ الإعلان السوري عن توقيع الاتفاقية مع الجانب الروسي.
وأثارت القضية ردود فعل لبنانية وقالت عضو “كتلة المستقبل” النيابية النائب رولا الطبش التي سألت عبر حسابها على “تويتر”: “ما صحة قضم سوريا للحدود اللبنانية البحرية بأكثر من ألف كيلومتر مربع، وضمّها لحصتها وتوقيع عقد مع روسيا للتنقيب عن النفط والغاز فيها؟ أين السلطات اللبنانية الرسمية مما يجري؟ وما هذه الغيبوبة المشبوهة؟”، مضيفة “لقد انتظرنا الخرق من الجنوب، من العدو، فإذا به يأتي من الشمال، من الشقيقة”.
ما صحة قضم سوريا للحدود اللبنانية البحرية بأكثر من ألف كيلومتر مربّع، وضمّها لحصتها وتوقيع عقد مع روسيا للتنقيب عن النفط والغاز فيها؟
أين السلطات اللبنانية الرسمية مما يجري؟ وما هذه الغيبوبة المشبوهة؟
لقد انتظرنا الخرق من الجنوب، مِن العدو، فإذْ به يأتي مِن الشمال، مِن “الشقيقة”! pic.twitter.com/FMbesabnW9— Rola Tabsh رولا الطبش جارودي (@Rolatabshmp) March 31, 2021
كذلك، غرّد الوزير السابق أشرف ريفي “بدء النظام السوري بتلزيم بلوك النفط البحري في الشمال متجاوزاً حقوق لبنان يقابَل بصمت رسمي لبناني”، وقال “فلنلجأ إلى الأمم المتحدة لرعاية الترسيم القانوني خلافاً لما يقوم به النظام الذي لا يعترف بالقرار 1680 للحدود البحرية والذي يخترق حقوق لبنان بنفطه بحراً كما يفعل العدو الإسرائيلي في الجنوب”.