سلطت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية الضوء على معاناة نحو 150 عائلة تعيش في ملعب لكرة القدم في مدينة إدلب الشمالية الغربية، وتحتمي في خيام متهالكة تحت المدرجات أو في الفناء الصخري.
وترجم موقع “الحرة” التقرير الذي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” حيث أوضح التقرير أن العمل ضمن تلك المناطق نادر والخوف يسيطر عليهم كلما طارت الطائرات فوق رؤوسهم، حيث يمكن أن تأتي غارات جوية جديدة في أي وقت. كما أن الخوف من انتقام الحكومة يمنعهم من العودة إلى ديارهم.
وأشارت الصحيفة إلى وجود أكثر من 1300 مخيم مماثل تنتشر في آخر معاقل خاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة، وتمتد على طول قنوات الري، وتملأ الكثير من الأراضي المجاورة للمباني السكنية حيث تعيش عائلات اللاجئين في وحدات مدمرة بلا نوافذ.
وقالت عقبة الرحوم، مديرة المعسكر في ملعب كرة القدم، “سيبقى الناس في هذه الأماكن رغم كل الكوارث قبل أن يذهبوا للعيش في ظل نظام بشار الأسد”.
وقال مارك كاتس، نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية لسوريا: “لا يمكنهم الاستمرار في العيش إلى الأبد في الحقول الموحلة تحت أشجار الزيتون على جانب الطريق”.
ودفع هجوم شنته الحكومة السورية بدعم من روسيا وإيران العام الماضي ما يقرب من مليون شخص إلى المنطقة. كما فر حوالي 2.7 مليون من أصل 4.2 مليون شخص في الشمال الغربي، وهو واحد من آخر شريطين من الأراضي التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة التي كانت تسيطر في السابق على جزء كبير من سوريا.
وبعد أن استنزف القتال مسقط رأسه، فر أكرم سعيد، ضابط شرطة سابق، إلى قرية قاح السورية بالقرب من الحدود التركية في عام 2014، واستقر على قطعة أرض تطل على بساتين الزيتون. وشاهد منذ ذلك الحين موجات من مواطنيه تتدفق على هذا الوادي، حيث تفسح أشجار الزيتون الطريق إلى مخيم خيام مكتظ.
وقال سعيد: “في العام الماضي، انتهى المطاف بكل سوريا هنا. الله وحده يعلم ما سيأتي في المستقبل”.
وتطرق التقرير إلى دور المنظمات الإنسانية التي تعمل على “كبح الجوع والأمراض المعدية، بما في ذلك وباء كورونا، للحصول على مساعدات كافية في المنطقة”. مضيفاً “وقد يصبح هذا الجهد أكثر صعوبة إذا منعت روسيا، أقرب حليف دولي للأسد، قرار الأمم المتحدة لإبقاء معبر حدودي واحد مع الشمال الغربي مفتوحًا للمساعدات الدولية”.
وبيّن التقرير أن ما يزيد من تعقيد المأزق الدولي بشأن مساعدة إدلب هو “الدور المهيمن للجماعة المتمردة هيئة تحرير الشام، التي كانت تعرفت بجبهة النصرة وتتبع تنظيم القاعدة”.