بِخِفّة الدُّخان سيزورنا
عصرُ السكينة
ذلك العصر الذي كان يوماً يغمرنا
قبل خلق الأزمنة.
سيأتي كالمطر في ملء الزمان،
ليغسل صدأَ الآمال.
في ابتسامةِ صيفٍ
ستنغلق كلّ قطرة مطر.
ستأخذنا وتسافر بنا
إلى غاباتِ وتلال الملائكة.
■ ■ ■
تمرُّس
عليّ أن أضع حدّاً لتساؤلاتي
وأُقَوّيَ أَبياتي
بعناصر من سيرتي الذاتيّة.
في علم هندسة الدَمار
لا طائلَ مِن تزمُّت
الفاضل.
الزمن يتدهور، لذا
بعبارات بسيطة وسهلة
سأضع
في السوق الباهرة
فرصَ المجد الضائعة
والعذابَ الطويل
لمأزقنا في التعبير.
■ ■ ■
مياه إقليميّة
هذا لي، قال، هذا جسدي
الرغبات رغباتي.
فاهَ بهذه الأقوال بعد سلسلة
وفيات مفاجئة.
إلى ذلك الوقت تسلّلت منه أمور كثيرة
عطفٌ على النباتات
رأفةٌ بالجدول
امتنانٌ لكلّ جُزَيئةِ طيبةٍ
مدفوناً تحت الجهل بطبقات إدراك
لم يتخيّل إطلاقاً
قوّة سيل الحياة.
فأحبّ جسده.
كان موجةً تغزو
سفينة مثقوبة،
معرفةً جليّة
بالدورة الدمويّة.
الآنَ يطوفُ العالم
هذا العالم اللامحدود
لأوّل مرّة.
* ماتثيوس مونديس شاعر يوناني من مواليد جزيرة خيوس عام 1935. درس وعاش في العاصمة أثينا حيث عمل في مجال التعليم والإذاعة والصحافة المكتوبة. صدرت له خمسة دواوين شعريّة إضافة إلى كتب في النقد الأدبيّ. رحل عام 2000.