أكد الباحث والمحلل السياسي السعودي, الدكتور محمد حسين آل عسكر, أن التواصل السعودي- السوري لم ينقطع بالرغم من الجفاء الدبلوماسي المعهود بين الجانبين.
وأوضح العسكر في حديثٍ خاص لـ تموز نت, أن الرياض ودمشق بينهم من “المشاركات التي ساهمت في الدفء الحاصل هذه الايام والتي توجت بزيارة رئيس الاستخبارات العامة السعودي لنظيره السوري, وقد يشمل ذلك اقتطاع بعض الوقت لزيارة الرئاسة”.
وأضاف العسكري أن الزيارة التي وصفها بـ “التلطيفية” قد تمهد لزيارات أخرى تكلل بلقاء على مستوى وزاري.
وأعرب الباحث والمحلل السياسي السعودي, الدكتور محمد حسين آل عسكر, عن اعتقاده أن أجواء التقارب “قد تفضي لمصالحة أو تطبيع على عدة مستويات واتجاهات مثل التقارب السعودي- العراقي الذي بدوره مهد للقاء اختبار نوايا بين الرياض وطهران بمباركة بغداد”.
وعن احتمال وجود دور لدولة الإمارات العربية المتحدة, ومصر في التقريب بين الرياض ودمشق, قال العسكر: “الإمارات لها توجهات مماثلة وربما سابقة مع النظام السوري, أما مصر فهي منشغلة بالقضايا الداخلية وكذلك اختبار النوايا التركية لتجسير الخلافات”, معتبراً أن “المؤسستين العسكريتين في سوريا ومصر متشابهتان ولا يمكن أن يكون هناك جفاء مستفحل ومستعصي”.
وأشار العسكر إلى أن الحراك الدبلوماسي في المنطقة “لن يكون في صالح المعارضة أو استمرار التباعد العربي- العربي. لكنه سيشكل أداة تدفع بالنظر في أحوالها من منطلق أإنساني أو حقوقي وخصوصاً أن الغرب بقيادة الإدارة الأمريكية الجديدة التي ستحافظ على أبعاد متوازية بين الأنظمة والمناوئين لها، وهذا ديدن الديمقراطيون الذين يختلفون عن عنجهية الجمهوريين الذين يركزون على واقعية المصالح وليس المثاليات”.
وتابع العسكر قائلاً: “كانت التوقعات تشير إلى أن طول الأزمة السورية سيفضي حتماً إلى عودة تدريجية للحكومة السورية إلى الشمل العربي في ضل تغول المثلث الإيراني- التركي- الإسرائيلي, وكذلك موجة التطبيع مع حكومة تل أبيب؛ الأمر الذي يستوجب عمل مماثل تجاه سوريا وصمودها في وجه هذا الصلف الصهيوني”.
ورأى العسكر أن العامل الروسي وتمدده في سوريا وكذلك تراجع واشنطن واتجاهها صوب الأزمة اليمنية “أعطى متسعاً سياسياً لحكومة دمشق للتجاوب مع أي لفتة خليجية حانية”, مضيفاً أن “المنطقة مقبلة على تسويات حذرة, فالمحادثات الإيرانية الغربية حول الملف النووي وشيطنة إيران حول جزيرة العرب وتمكنها من سوريا والعديد من الدول والمنظمات العربية مدعاة لنبذ الخلافات الحادة واستبدالها بلغة التهدئة والمصالح”.
وفي ختام حديثه اعتبر العسكر أن التوقعات تشير إلى أن “حكومة الأسد ستكون من المستفيدين من لغة الحوار الحديثة التي تدور في أكثر العواصم العربية وخصوصاً في ضل هذا التمكين السعودي من سكينة تلف حول بؤر الصدام وتتناغم مع التوجه الجديد للدبلوماسية بدلاً من الجمود وكسره”.