تصنف رواية “زليخة تفتح عينيها” للكاتبة التترية غوزال ياخينا، والصادرة عام 1992 ضمن قائمة “الرواية الأكثر شعبية” بين روايات الأدباء الروس، حيث أثارت جدلا واسعا في روسيا والعالم كله، وحصلت على أكبر الجوائز الأدبية الروسية، وتتناول الرواية واحدة من أقسى المراحل في التاريخ السوفيتي وهي التهجير القسري في عهد ستالين، حيث تعود أحداثها إلى العام 1930 أثناء نقل مئات الآلاف من مدنهم إلى مناطق نائية في سيبيريا.
وفي ذلك الشتاء القاسي تجد زليخة نفسها مع أبناء قريتها التترية في طريقهم إلى المجهول، وحياة جديدة على ضفاف نهر أنغارا في سيبيريا. هؤلاء الناس سيعيشون لسنوات طويلة في المنفى الذي سِيقوا إليه قرب غابات منطقة التايغا في روسيا السوفيتية. هناك حيث يتجاور شيوخ ورجال ونساء وأطفال يعتنقون أديانا مختلفة، وينحدرون من أصول متباينة. سيعيش الجميع فصلَ شتاء صعبا في طبيعة ثلجية قاسية وحكومة جديدة.
وسط هذه المعاناة الجسدية والروحية تصبح زليخة على موعد مع مسلسل الفقدان، ويصبح الحفاظ على حياتها وحياة من تحب أهم من أي شيء آخر.
رغم أن الرواية، وهي باكورة أعمال الأديبة ياخينا، قد أثارت استياء بعض النخب السياسية في روسيا، لاسيما الشيوعيين الروس، لأنها تناولت مرحلة «التهجير القسري» في عهد ستالين، إلا أنها حققت نجاحا لافتا في نقل أجزاء مسكوت عنها من التاريخ ببراعة كبيرة، تنقد ما تعرض له بعض الناس من ظلم وتمييز وتهجير وقتل بسبب الدين والعرق.
وهذه ليست الجائزة الأولى أو الوحيدة التي حصلت عليها «زليخة» للأديبة غوزال ياخينا. وبعد صدورها حصلت على أهم الجوائز الأدبية الروسية، بينها جائزة «الكتاب الكبير»، ومن ثم جائزة «ياسنايا بوليانا»، وبعدها جائزة «كتاب العام»، ومن ثم حصلت في عام 2017 على «جائزة القراء». وقبل تحويلها إلى مسلسل تلفزيوني، قام المخرج عيرات أبوشاخمانوف، بعرضها عام 2017 كعمل مسرحي على خشبة «مسرح باشكيريا الدرامي»، وحصد العرض عدداً من أهم الجوائز المسرحية، في مقدمتها جائزة المهرجان المسرحي الروسي «القناع الذهبي»، عن «أفضل عرض مسرحي»، وحصل أبوشاخمانوف على جائزة «أفضل إخراج مسرحي».