اختارت الهيئة العامة السورية للكتاب رواية “الملفوف والملوك” وهي من أعمال أو. هنري و ترجمة جهاد عارف الأحمدية لنشرها ورقيّاً.
الرواية المؤلَّفة من تسع عشرة قصة مترابطة تسلط الضوء على واقع عايشه الكاتب في أمريكا اللاتينية ويتناوله بطريقة ساخرة مبكية، تُعري المحلي، وتلاحقه إلى خارج الحدود. فيُقدم الكاتب من خلالها مثالاً رائداً على إمكانية كتابة الرواية بتقنية القصة القصيرة، فيجمع بين جنسين أدبيين في مؤلَّف واحد.
تأخذنا الرواية إلى عالم متخيل ولكنه شديد الواقعية عايشه الكاتب في أمريكا اللاتينية وصوره في هذه الرواية الرائعة المؤلفة من تسع عشرة قصة مترابطة تقدم مثالاً رائداً على إمكانية كتابة الرواية بتقنية القصة القصيرة والجمع بين جنسين أدبيين في
يصور هنري في قصص روايته التي اختلط الهزل بالجد حياة الناس العاديين ومن هنا عدت وثائق اجتماعية فريدة بطريقة لا تخلو من التسويق والتحولات الساخرة والنهايات المفاجئة.
ويحاول أو. هنري في كتاباته أن يمسك بالشيء المألوف في الحياة فيمزج بينه وبين تجارب حياته الخاصة ثم يضفي على هذا المزيج بعض الألوان من روحه فيتحول المألوف إلى منتج جديد ببصمته الخاصة.
ينتمي الكاتب الأميركي أو. هنري 1862-1910 إلى الكتاب الصعاليك الذين نشؤوا في بيئات فقيرة وواجهوا مصاعب جمة وتنقلوا بين أعمال عدة فكان موظفاً في مخزن للأدوية ورساماً في مصلحة حكومية وناشراً لمجلة فكاهية وصرافاً في بنك قبل أن يبدأ الكتابة وهو في سن الأربعين ليصبح خلال السنوات الثماني التالية أكبر قاص مقروء في أمريكا.
يذكر أن أو. هنري ولد بولاية كارولينا الشمالية وعانى عبر سنين حياته الكثير من المحن والمآسي من موت أمه بالسل وهو في الثالثة من عمره وتركه للتعليم وهو في الخامسة عشرة وبدأ ينشر قصصا قصيرة وفي عام 1903 صار ينشر قصة قصيرة كل أسبوع في مجلة عالم نيويورك إضافة إلى كتابته في بعض المجلات الأخرى.
وأصدر عام 1904 أولى أعماله رواية الملفوف والملوك ثم مجموعتي الملايين الأربعة والمصباح المزركش وقصة قلب الغرب التي قدم فيها نمطا من الأدب الساخر تلتها قصص صوت المدينة ودروب المصير والخيارات والدوامات وبعد وفاته في 5 حزيران 1910 ظهرت ثلاثة مجلدات أخرى تم جمعها وهي ستات وسبعات والحجارة المتدحرجة وأبناء السبيل.
أما المترجم جهاد عارف الاحمدية فهو شاعر ومترجم حاصل على إجازة في الأدب الإنجليزي من جامعة دمشق وهو عضو في اتحاد الكتاب العرب واللبنانيين صدر له دواوين شعرية منها افتتاحية العشق ومرايا الحلم.