تشهد الأسواق السورية انخفاض في قيمة الليرة السورية مع ارتفاع في سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية بعد أن وصل لـ 650 ليرة للدولار الواحد في بعض المناطق.
وقبل إندلاع الحرب الأهلية السورية في 2011 كان سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية أقل من 50 ليرة سورية.
ومنذ نهاية العام 2018، بدأت الليرة السورية تفقد مجدداً وتدريجياً من قيمتها في السوق السوداء، إذا بلغ سعر صرف الدولار الثلاثاء 650 ليرة.
وقال رئيس تحرير النشرة الاقتصادية الالكترونية “سيريا ريبورت” جهاد يازجي لوكالة فرانس برس “إنه المعدل الأدنى في التاريخ”، مشيراً إلى أن “الانخفاض حاد” كون سعر صرف الدولار كان يبلغ 500 ليرة في شهر كانون الأول/ديسمبر 2018.
وحدد المصرف المركزي السوري بدوره السعر الرسمي لسعر صرف الدولار بـ434 ليرة لكن لا أحد يتقيد به من التجار.
وعددت نشرة “سيريا ريبورت” عوامل أخرى لانخفاض قيمة الليرة مؤخراً، لافتة بشكل رئيسي إلى تأثير ارتفاع الطلب على الدولار في لبنان المجاور كون “بيروت تعد سوقاً أساسية للدولار بالنسبة للمستوردين السوريين الذين يستخدمون النظام المصرفي اللبناني” للقيام بعملياتهم التجارية.
كما أشارت إلى “شائعات قد تكون لعبت دوراً سلبياً خلال الأيام الماضية وتتعلق بوجود توترات بين الرئيس السوري بشار الأسد وقريبه رجل الأعمال رامي مخلوف، أحد أكثر المستثمرين نفوذاً في البلاد”.
ولفتت النشرة الاقتصادية إلى عجز في ميزان المدفوعات كما أن الميزان التجاري في حالة سيئة “كون قدرة الانتاج المحلي مدمرة بشكل كبير وهناك حاجة للواردات لملاقاة الطلب المحلي”.
ويرجع سبب ارتفاع صرف الدولار الى العقوبات الأمريكية على سوريا، بالإضافة الى العقوبات المفروضة على الدول الحليفة للحكومة السورية وفي مقدمتها إيران.
وأقر مجلس النواب الأمريكي بالإجماع “قانون حماية المدنيين” أو ما يعرف بقانون “سيزر” والذي ينص على فرض عقوبات على الحكومة السورية والدول التي تدعمها مثل إيران وروسيا لمدة 10 سنوات أخرى، وهو ما سيزيد من حجم الأزمة.
وقال وزير النفط السوري علي غانم في شهر أبريل الماضي، إن خسائر القطاع النفطي المباشرة وغير المباشرة وصل إلى 74.2 مليار دولار، وهو ما يزيد عن 37 تريليون ليرة.
وقدرت الأمم المتحدة قبل عام كلفة إصلاح الدمار في سوريا بنحو 400 مليار دولار، بعدما باتت مدن وقرى بأكملها فيه مجرد أنقاض وركام.
تموز نت